مسؤوليَّةُ حفظِ اللِّسانِ والبصرِ

مسؤوليَّةُ حفظِ اللِّسانِ والبصرِ

[جاء في خطبة الرَّسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:]

"واحفظوا ألسنتكم". ففي الحديث الشّريف: "وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في النّار إلّا حصائد ألسنتهم؟!"1.

وقد قال النبيّ (ص) ممّا روي عنه لبعض أصحابه الَّذي طلب منه أن يدلّه على طريق يدخل به الجنَّة: "أمسكْ لسانَكَ، فإنَّها صدقةٌ تصدَّقُ بها على نفسِكَ"2.

ولذلك، لا بدَّ لنا أن نعرف بأنَّ كلماتنا قد تصنع مشكلة وقد تصنع حلًّا، وقد تثير حرباً وقد تصنع سلماً، وقد تحرّك خيراً وقد توقظ شرّاً، لذا، لا بدّ لنا أن ندرس كلّ ما نتحدَّث به. وهناك لفتة رائعة للإمام عليّ (ع)، وقد رأى شخصاً يتكلّم دون أن يدقِّق فيما يتكلّم، فقال له: "يا هذا، إنَّك تملي على كاتبيك كتاباً إلى ربِّك، فتكلَّم بما يعنيك، ودع ما لا يعنيك"3... {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: 18]، فأنت في كلّ كلمة تقولها، إنّما ترسل رسالة إلى ربّك، فانظر ماذا تكتب في الرسالة، وانظر ماذا تحمل الرّسالة إلى ربّك، لأنّك مسؤول عن كلّ كلماتك، ولأنّ رعاية الله لك تنطلق من حساب هذه الكلمات.

"وغضّوا عمَّا لا يحلّ النَّظر إليه أبصاركم، وعمَّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم"، فلا تنظروا إلَّا إلى ما يحلّ {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...}[النّور: 30 -31]، ولا بدَّ أن يعيش الإنسان مسؤوليَّة السَّمع، لأنَّه نافذة تطلّ على العقل، وتحمل إليه الموادّ الخام التي تنطلق من الكلمات، فاعرف ماذا تحمل لعقلك؛ هل تحمل إليه كلمات يحبّها الله أو كلمات يبغضها الله؟!

* من محاضرة لسماحته بعنوان: "في استهلال شهر رمضان المبارك: الإعدادُ للصّومِ الكبير"، النَّدوة، ج3.

[1]بحار الأنوار، ج 68، ص 303.

[2]الكافي، الشّيخ الكليني، ج2، ص 114.

[3]بحار الأنوار، ج5، ص 327.

[جاء في خطبة الرَّسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:]

"واحفظوا ألسنتكم". ففي الحديث الشّريف: "وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في النّار إلّا حصائد ألسنتهم؟!"1.

وقد قال النبيّ (ص) ممّا روي عنه لبعض أصحابه الَّذي طلب منه أن يدلّه على طريق يدخل به الجنَّة: "أمسكْ لسانَكَ، فإنَّها صدقةٌ تصدَّقُ بها على نفسِكَ"2.

ولذلك، لا بدَّ لنا أن نعرف بأنَّ كلماتنا قد تصنع مشكلة وقد تصنع حلًّا، وقد تثير حرباً وقد تصنع سلماً، وقد تحرّك خيراً وقد توقظ شرّاً، لذا، لا بدّ لنا أن ندرس كلّ ما نتحدَّث به. وهناك لفتة رائعة للإمام عليّ (ع)، وقد رأى شخصاً يتكلّم دون أن يدقِّق فيما يتكلّم، فقال له: "يا هذا، إنَّك تملي على كاتبيك كتاباً إلى ربِّك، فتكلَّم بما يعنيك، ودع ما لا يعنيك"3... {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: 18]، فأنت في كلّ كلمة تقولها، إنّما ترسل رسالة إلى ربّك، فانظر ماذا تكتب في الرسالة، وانظر ماذا تحمل الرّسالة إلى ربّك، لأنّك مسؤول عن كلّ كلماتك، ولأنّ رعاية الله لك تنطلق من حساب هذه الكلمات.

"وغضّوا عمَّا لا يحلّ النَّظر إليه أبصاركم، وعمَّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم"، فلا تنظروا إلَّا إلى ما يحلّ {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ...}[النّور: 30 -31]، ولا بدَّ أن يعيش الإنسان مسؤوليَّة السَّمع، لأنَّه نافذة تطلّ على العقل، وتحمل إليه الموادّ الخام التي تنطلق من الكلمات، فاعرف ماذا تحمل لعقلك؛ هل تحمل إليه كلمات يحبّها الله أو كلمات يبغضها الله؟!

* من محاضرة لسماحته بعنوان: "في استهلال شهر رمضان المبارك: الإعدادُ للصّومِ الكبير"، النَّدوة، ج3.

[1]بحار الأنوار، ج 68، ص 303.

[2]الكافي، الشّيخ الكليني، ج2، ص 114.

[3]بحار الأنوار، ج5، ص 327.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير