س: أنا شابّ مراهق، أتأثّر ببعض الفنّانين وأتفاعل معهم، كما هي الحال بالنّسبة إلى الكثيرين، وذلك من خلال إظهار معالِم الإعجاب بهم، أو الاحتفاظ بصورهم وتعليقها. فهل من مشكلة في ذلك؟
ج: نحن لا نشجّع على ذلك، وإن كنَّا لا نُحرِّمه، إذا لَم يكن هناك تشجيع للحرام الّذي قد يصدر عن هذا أو تلك، ولَم يكن هناك نوعٌ من أنواع التَّأييد لذلك.
إنَّنا لا نشجع ذلك، لأنَّ مثل هذه العاطفة الحميمة التي تنجذب إلى الشَّخصيات التي تقوم بأعمال محرَّمة شرعاً، قد تنجذب بالقدر ذاته نحو نفس العمل المحرَّم، وفي الحديث: "إنَّ لكلِّ ملك حمى، وحمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى، أوشك أن يقع فيه"(1).
ثُمَّ إنَّ المفروض على المؤمن أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن وسائل النّهي عن المنكر إظهارُ الرّفض للمنكر، وهذا يقتضي إظهار الرفض لصانعيه، فإعطاء الجوّ الحميم لهؤلاء يقتضي التعاطف مع عملهم، لأنّ مسألة المغنّين والمغنّيات إنما يرتبط الناس بهم من خلال الغناء، كما أنّ التمثيل هو الذي يجعل الناس ترتبط بالممثّلين، فإذا كان تمثيل هذا أو تلك، أو غناء هذا أو تلك، يتحرّك في الخطّ الحرام، فمن الطبيعيّ أن تكون عمليّة الاحتفاظ بصورهم أو التحدّث عنهم بصورة إيجابيّة يمثّل تأييداً للمنكر.
(1) وسائل الشيعة: 27 / 154
المصدر: كتاب "فقه الحياة".