دعوة للإخلاص لله والابتعاد عن العصبية

دعوة للإخلاص لله والابتعاد عن العصبية

في ذكرى استشهاد حبيب الله ورسوله
دعوة للإخلاص لله والابتعاد عن العصبية


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

بسم الله الرحمن الرحيم

الفوز بالجنة

في هذا اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، تمر علينا ذكرى من أقسى ما مرّت على المسلمين من الذكريات بعد وفاة رسول الله(ص)، وهي ذكرى استشهاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، حيث برز إليه عبد الرحمن بن ملجم، وهو يؤدي الصلاة في محراب مسجد الكوفة، وضربه على رأسه وهو بين يدي ربه، وصاح علي(ع) "بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله فزت ورب الكعبة"، وكما أطلق آخر صوت بين يدي الله في المسجد، كذلك كانت حياته كلها سجوداً لله في مواقع السجود على الأرض، وسجوداً لله في جهاده، وعطائه وفي مواقفه وفي رعايته للإسلام والمسلمين، وفي تحمله كل الصعاب من أجل الإسلام والمسلمين.

لقد كان علي(ع) الإنسان الذي لم يفهمه العالم كما هو حتى الآن، ولذلك فإننا لا نستطيع أن نجري مقارنة بين علي وبين أي شخص آخر، لأن علياً(ع) تكمن عظمته في معرفته بالله وحبه له، وفي معرفته لرسول الله(ص) وحبه له، وفي معرفته بالإسلام وجهاده في سبيله، وفي كل حركة المسؤولية التي عاشها في حياته، وفي فكره الذي لا يزال العالم بالرغم من كل تقدمه وتطوره الفكري، يشعر بأن عليه أن يتعلم من علي(ع) الكثير، كما لو كان علي(ع) يعيش في هذا العصر، لأن فكره لا يختلف فيه عصر عن عصر، لأنه فكر الحقيقة، وفكر الحقيقة للحياة كلها.

علي(ع) مع الحق:

ولذلك من حق علي(ع) علينا أن ندرسه وأن نفهمه وأن نقتدي به، وأن لا ندخله في كل العصبيات التي يستهلكها الناس، وفي كل الطائفيات والمذهبيات التي يجترونها، فعلي فوق ذلك كله، وهذا الرسول(ص) يقول: {لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ـ كان يحب الله ورسوله ويفنى في سبيل الله ورسوله ـ ويحبه الله ورسوله"، لأنه أعطى كل حياته وذاته لله، وقد كان علي(ع) يعيش مع الناس، ولكنه كان في عيشه معهم يرتفع إلى الله دائماً، فيفكر بهم من خلال الله، لا من خلال نفسه، كان لا يريد الناس لنفسه، ولذلك قال لهم: "ليس أمري وأمركم واحداً إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم"، وكان مع الحق في الله، ومع الحق في رسول الله، ومع الحق في الإسلام ومع الحق في إدارة شؤون الناس، وقد قال رسول الله(ص): "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار".

ولذلك، في ذكرى علي(ع) ينبغي لنا أن نكون مع الحق، أن لا نكون مع الباطل مهما أغرانا الباطل بماله، وبسلطته وبعصبيته، لأن الباطل سوف يزول في الدنيا قبل الآخرة، وسيبقى الحق، ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل. إذاً لا بد لنا أن نكون مع الحق، لأن ذلك هو الذي يقربنا إلى الله، وهو الذي يجعلنا من الأتباع الحقيقيين لمحمد وعلي والصفوة الطيبة من أهل بيته، وهذا ما لاحظناه في وصية علي في آخر لحظات حياته، فيما ينقله الشريف الرضي في نهج البلاغة، من كلام له قاله في هذه الأيام الثلاثة التي كان ينزف فيها ويحتضر، وأراد أحد أصحابه أن يدخل عليه فمنعه أهله من ذلك، ولكنه بعد أن صرخ وبكى أذن له، فوجده كما قال (الأصبغ بن نباته): فإذا هو مستند معصوب الرأس بعصابة صفراء قد نزف دمه واصفرّ وجهه، فما أدري أوجهه أشد اصفراراً أم العمامة، فأقبلت عليه فقبلته، فبكيت، فقال لي: "لا تبكي يا أصبغ، فإنها والله الجنة، فقلت له: جعلت فداك، أعلم والله إنك لتسير إلى الجنة، وأنا أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين".

في وصاياه (ع) علم مخزون

وينقل عن أحد أصحابه وهو (صعصعة بن صلحان العبدي) أنه استأذن على علي، فلم يؤذن له لشدة حالة الإمام، فقال صعصعة للآذن: "قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حياً وميتاً، فلقد كان الله في صدرك عظيماً، ولقد كنت بذات الله عليماً. فبلّغه الآذن بعد أن نقل الكلام للإمام، فقال: قل له، وأنت يرحمك الله لقد كنت خفيف المؤونة كثير المعونة".

في كلام له(ع) قبل موته، وقد كان لا يترك الموعظة حتى في هذه الحالة الصعبة التي كان فيها ينـزف بشدة، "أيها الناس كل امرىء لاقٍ ما يفرّ منه في قراره، والأجل مساق النفس ـ أي أن النفس تسوق صاحبها إلى أجله ـ والهرب منه موافاته ـ أي أنك تهرب من الأجل إليه، لأنك ستوافي أجلك ـ كما طردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر ـ الموت ـ فأبى الله إخفاءه، هيهات علم المخزون ـ وكأنه يشير إلى نفسه ـ أما وصيتي ـ فعلي لم يوصِ الناس في تلك المرحلة وحسب، وإنما يوصي كل الأجيال ـ فالله لا تشركوا به شيئاً ـ في العقيدة، في العبادة، في الطاعة ـ ومحمداً(ص) فلا تضيعوا سنّته ـ وسنته كل ما قاله وما فعله وما أقره {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} {من أطاع الرسول فقد أطاع الله} ـ أقيموا هذين العمودين ـ يعني توحيد الله وسنة رسول الله، لأنهما العمودان اللذان يرتكز عليهما كل بنائكم في كل كيانكم ـ وأوقدوا هذين المصباحين ـ فالمصباح الأول هو توحيد الله، لأنه يضيء للإنسان عقله وقلبه وحياته من خلال كتاب الله، وأما النور الثاني فهو سنة رسول الله ـ وخلاكم من ذنب ـ لم يصبكم ذنب ما لم تشردوا ـ حمل كل امرىء منكم مجهوده ـ بحيث يحمل كل إنسان منكم قدر طاقته في تكاليفه ومسؤولياته ـ وخفف عن الجهلة رب رحيم ودين قويم وإمام عليم".

الموت أفضل الوعظ

ثم قال لهم: "أنا بالأمس صاحبكم ـ عندما كنت معكم ـ وأنا اليوم عبرة لكم ـ عندما أحتضر ـ وغداً ـ عندما يحل بي الموت ـ مفارقكم غفر الله لي ولكم ـ وهو المعصوم في كل فعله وفي كل قوله ـ إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك ـ إذا ثبتت القدم في مواقع الزلل وهي الموقع الذي يسير فيه الإنسان على الصراط ويُقبل على الله ـ وإن تدحض القدم ـ تسقط ـ فإنا كنا في أفياء أغصان ومهب رياح وتحت ظل غمام اضمحل في الجو متلفقها وعفا في الأرض مخطها ـ كناية عن زوالها ـ وإنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً وستعقبون مني جثة ـ سأتحول إلى جثة ـ خلاء، ساكنة بعد حراك، صامتة بعد نطق ليعظكم هدوئي، وخفوت إطراقي، وسكون أطرافي، فإنه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع ـ لأن النظرة إلى الميت أكثر وعظاً من ألف خطاب ومن ألف موعظة، لأن الحقيقة تتمثل موعظة للإنسان في ذلك كله ـ وداعي لكم ـ أودعكم ـ وداع امرىء مرصد للتلاقي ـ حتى يلتقي في موقف يوم القيامة، وزرعتم الأشواك في طريقي وأربكتم مشاريعي وما إلى ذلك ـ غداً ترون أيامي ويكشف لكم عن سرائري ـ في حياتي لم تكونوا تعرفون أسراري وما أظهره لكم ليس كل الحقيقة من الخير ومن العدل ـ وتعرفونني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي ـ لأن الإنسان في مستوى علي(ع)، ومن السائرين في دربه لم يعرفه الناس في حياتهم، لأنهم يثيرون حولهم الكثير من الضباب، ولأنهم يتحركون حوله بعصبياتهم وذاتياتهم وأهوائهم كما أثاروا ذلك في حياة علي(ع) ولم يعرفوه(ع) إلا بعد فقدانه وفتشوا عنه فلم يجدونه، وعاشوا مع غيره فلحقهم من المعاناة ما لحقهم.

وفي وصية أخرى له: "أنا بالأمس صاحبكم واليوم عبرة لكم، وغداً مفارقكم، إن أبقى فأنا ولي دمي ـ أنا المسؤول عن دمي ـ وإن أفنى فالفناء ميعادي ـ لأن كل نفس ذائقة الموت ـ وإن أعفو فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة، فاعفوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله ما فجأني من الموت وارد كرهته، ولا طالع أنكرته، وما كنت إلا كقارب ورد وطالب وجد وما عند الله خير للأبرار".

السير على خطى علي(ع)

ولذلك أيها الأحبة، علينا ونحن نعيش ذكرى علي(ع) في هذا اليوم الذي استقبل به ربه في مسجد الكوفة، أن نرتفع إلى مستوى علي(ع)، أن نحفظ الإسلام كما حفظه، وأن نخلص لله ولرسوله كما أخلص لهما، وأن يكون رضى الله كل همنا، وأن نبتعد عن كل العصبيات والحساسيات. لأنه يريد للذين يلتزمون خطه ويسيرون معه أن يكونوا في مستوى المسؤولية، أن يعيش المؤمن أخوة المؤمن، وأن يهتم بما يصيب المؤمن الآخر. ابتعدوا عن كل ما يفرقكم، ابتعدوا عن كل عصبياتكم، لا سيما في هذا الشهر المبارك الذي أراده الله أن يكون شهراً للمغفرة والرحمة، يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا، فتعالوا لنغفر لبعضنا البعض، وليرحم بعضنا بعضاً، ولنرحم الواقع الصعب الذي نعيشه، فلا نثقله بكل ما لدينا من عصبيات طائفية ومذهبية وحزبية، تعالوا نرتفع إلى الله لنطلب رضاه، ولا شيء إلا رضاه، لنحبه كما أحبه علي(ع). "فهبني يا إلهي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني يا إلهي صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك، أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك"، تعالوا لنسير مع علي إلى الله لنكون القريبين إلى الله..

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله، اتقوا الله وانفتحوا على الصفوة الطيبة من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فإنهم لن يسلكوا بكم إلا الطريق الواضح والصراط المستقيم، لأنهم المعصومون بالله، الأدلاء على الله، السائرين في طريق الله، الذين أحبوا الله كما لم يحبوا أحداً، وأخلصوا لله كما لم يخلصوا لأحد، والذين تحملوا كل التضحيات وعاشوا كل المعاناة من أجل الإسلام والمسلمين، ومن أجل المستضعفين كلهم، لقد كانوا النجوم المشعة في الليلة الظلماء، وكالشمس الساطعة في رابعة النهار، فانطلقوا مع نبيّكم ومع أهل بيته، ومع كل الصالحين الذين عاشوا معه وساروا معه، وكانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.

وعلينا أن نتحمل المسؤولية كما تحملوها وأن نجاهد في سبيل الله كما جاهدوا في سبيل الله، وأن ننصح للإسلام والمسلمين كما نصحوا للإسلام والمسلمين، وأن يكون لنا وعي الواقع في وعي الحاضر ووعي المستقبل، ليتحمل كل واحد منا مسؤوليته عن نفسه وعن أهله وعن المسلمين، وليهتم بأمور المسلمين جميعاً، هذا ما ينبغي لنا أن نسير عليه.

إسرائيل تستهدف الجميع

الانتفاضة تؤكد نفسها في الاستمرار في حركة الجهاد من أجل التحرر من الاحتلال الصهيوني، وإسرائيل تطور وسائلها في العدوان على الشعب الفلسطيني بالاغتيالات المنظمة للكوادر الفلسطينية من دون تمييز بين حماس والجهاد الإسلامي وفتح، مما يؤكد أنها تتخذ موقفاً واحداً من كل فصائل المقاومة الفلسطينية، وبالقصف المتواصل للمدنيين بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي يستهدف تجويع الفلسطينيين لتركيعهم.

إننا نشهد فصلاً جديداً من فصول الحركة السياسية الدولية والعربية والفلسطينية والإسرائيلية لإيقاف الانتفاضة تحت عنوان إيقاف العنف، وربما كان الهدف منها إعادة باراك إلى الحلبة السياسية في الانتخابات حذراً من مجيء نتنياهو الذي قد يأتي إلى الحكم في الانتخابات المقبلة. أما لجنة تقصّي الحقائق فهي أمريكية الانتماء والأهداف ولن تحقق شيئاً، بل تعمل لإرباك حركة الانتفاضة لتنتهي في قراراتها إلى تبرئة إسرائيل من أعمالها الوحشية أو تساوي بين المجرم والضحية.

اللعبة الدولية.. عودة إلى الدوامة

إننا نقول للشعب الفلسطيني الجريح المجاهد الذي نثق بإخلاصه وتضحياته وبطاقاته وقدرته على التحمل والعطاء، إن اللعبة الدولية والإقليمية تستهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ليرجع إلى دوامة المفاوضات من جديد من أجل إنقاذ إسرائيل من مأزقها الصعب الذي وقعت فيه بفعل الانتفاضة التي أدخلتها في الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية مما لم يعهد له مثيل في تاريخها، فلا تلتفتوا إلى ذلك كله، وتابعوا مسيرتكم بكل قوة، لأن أمريكا ومعها أكثر الدول لن تغير سياستها في دعم العدو ومحاولة إنقاذه على حسابكم..

إن العالم كله سوف ينحني أمام استمرار جهادكم وسيرضخ لإرادة الحرية في حريتكم الجهادية وستنتصرون بإذن الله ونحن معكم في هذه المسيرة التي استطاعت أن تحرك أكثر من انتفاضة سياسية في الأمة وبلغت درجة بدأت فيها الأنظمة المتحالفة مع أمريكا تهتز أمام اهتزازات الواقع السياسي الغاضب لدى شعوبها.

الفتاوى أثبتت جدواها

وفي موازاة ذلك، فإن المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية تتقدم بفعل الانتفاضة الشعبية والإسلامية، حتى أن بعض الشركات بدأت تعلن أن لا علاقة لها بإسرائيل تحت تأثير الخسائر الاقتصادية، ونحن نجدد دعوتنا للاستعاضة عن البضائع الأمريكية ببضائع أخرى أوروبية أو غيرها ما أمكن ذلك، لأن أمريكا هي القوة الكبرى الداعمة للعدو على حساب العرب والمسلمين.

إن المقاطعة تمثل الوجه السياسي الاحتجاجي للأمة التي لا بد أن تعبر بذلك وبمختلف الوسائل عن احترامها لنفسها ولقضاياها الحيوية من أجل أن تؤكد للجميع أن مصالحهم سوف تتضرر بفعل مواقفهم السياسية الداعمة لأعداء الأمة.

المقاومة.. السعي لتحقيق المكاسب

وتبقى مسألة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وبعض مواقع الخط الأزرق في الحركة السياسية دولياً وإقليمياً، حيث يعمل أكثر من موقع دولي لإغلاق هذا الملف وإبعاده عن واقع المرحلة ليدخل في متاهات القرار 242 في دائرة التسوية..

وليس بعيداً عن ذلك قضية المعتقلين لدى العدو حيث يتحرك الضغط الدولي لإطلاق جنود العدو، والاقتصار في المبادلة على الأسرى اللبنانيين.. ولكننا نعرف أن المقاومة الإسلامية تملك أكثر من ورقة وبإمكانها أن تمارس الضغط المضاد لمنع اقتصار المبادلة على المعتقلين، ولتشمل معتقلين آخرين من العرب وخاصة الفلسطينيين مع شروط سياسية وإنسانية أخرى، ولا سيما مسألة خرائط الألغام المزروعة في لبنان، فإن العدو لا يفهم إلا بلغة الضغوط التي لا بد أن تستمر بكل قوة حتى تحقيق الأهداف.

وأخيراً، إن على الشعب كله أن يتحرك من أجل توحيد المواقف وراء المقاومة لتحقيق الانتصار، لأن هذه الوحدة هي التي تحقق النجاح للحركة السياسية والدبلوماسية وللمقاومة الجهادية في وجه العدو، بينما تؤدي الخلافات والمنازعات الهامشية الداخلية إلى إسقاط الموقف وبعثرة الجهود وإضعاف القوة.

{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، فإن المرحلة الحاضرة هي من أكثر المراحل خطورة على مستوى لبنان والعالم العربي والإسلامي كله.

في ذكرى استشهاد حبيب الله ورسوله
دعوة للإخلاص لله والابتعاد عن العصبية


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وحشد من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

بسم الله الرحمن الرحيم

الفوز بالجنة

في هذا اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، تمر علينا ذكرى من أقسى ما مرّت على المسلمين من الذكريات بعد وفاة رسول الله(ص)، وهي ذكرى استشهاد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، حيث برز إليه عبد الرحمن بن ملجم، وهو يؤدي الصلاة في محراب مسجد الكوفة، وضربه على رأسه وهو بين يدي ربه، وصاح علي(ع) "بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله فزت ورب الكعبة"، وكما أطلق آخر صوت بين يدي الله في المسجد، كذلك كانت حياته كلها سجوداً لله في مواقع السجود على الأرض، وسجوداً لله في جهاده، وعطائه وفي مواقفه وفي رعايته للإسلام والمسلمين، وفي تحمله كل الصعاب من أجل الإسلام والمسلمين.

لقد كان علي(ع) الإنسان الذي لم يفهمه العالم كما هو حتى الآن، ولذلك فإننا لا نستطيع أن نجري مقارنة بين علي وبين أي شخص آخر، لأن علياً(ع) تكمن عظمته في معرفته بالله وحبه له، وفي معرفته لرسول الله(ص) وحبه له، وفي معرفته بالإسلام وجهاده في سبيله، وفي كل حركة المسؤولية التي عاشها في حياته، وفي فكره الذي لا يزال العالم بالرغم من كل تقدمه وتطوره الفكري، يشعر بأن عليه أن يتعلم من علي(ع) الكثير، كما لو كان علي(ع) يعيش في هذا العصر، لأن فكره لا يختلف فيه عصر عن عصر، لأنه فكر الحقيقة، وفكر الحقيقة للحياة كلها.

علي(ع) مع الحق:

ولذلك من حق علي(ع) علينا أن ندرسه وأن نفهمه وأن نقتدي به، وأن لا ندخله في كل العصبيات التي يستهلكها الناس، وفي كل الطائفيات والمذهبيات التي يجترونها، فعلي فوق ذلك كله، وهذا الرسول(ص) يقول: {لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ـ كان يحب الله ورسوله ويفنى في سبيل الله ورسوله ـ ويحبه الله ورسوله"، لأنه أعطى كل حياته وذاته لله، وقد كان علي(ع) يعيش مع الناس، ولكنه كان في عيشه معهم يرتفع إلى الله دائماً، فيفكر بهم من خلال الله، لا من خلال نفسه، كان لا يريد الناس لنفسه، ولذلك قال لهم: "ليس أمري وأمركم واحداً إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم"، وكان مع الحق في الله، ومع الحق في رسول الله، ومع الحق في الإسلام ومع الحق في إدارة شؤون الناس، وقد قال رسول الله(ص): "علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار".

ولذلك، في ذكرى علي(ع) ينبغي لنا أن نكون مع الحق، أن لا نكون مع الباطل مهما أغرانا الباطل بماله، وبسلطته وبعصبيته، لأن الباطل سوف يزول في الدنيا قبل الآخرة، وسيبقى الحق، ذلك بأن الله هو الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل. إذاً لا بد لنا أن نكون مع الحق، لأن ذلك هو الذي يقربنا إلى الله، وهو الذي يجعلنا من الأتباع الحقيقيين لمحمد وعلي والصفوة الطيبة من أهل بيته، وهذا ما لاحظناه في وصية علي في آخر لحظات حياته، فيما ينقله الشريف الرضي في نهج البلاغة، من كلام له قاله في هذه الأيام الثلاثة التي كان ينزف فيها ويحتضر، وأراد أحد أصحابه أن يدخل عليه فمنعه أهله من ذلك، ولكنه بعد أن صرخ وبكى أذن له، فوجده كما قال (الأصبغ بن نباته): فإذا هو مستند معصوب الرأس بعصابة صفراء قد نزف دمه واصفرّ وجهه، فما أدري أوجهه أشد اصفراراً أم العمامة، فأقبلت عليه فقبلته، فبكيت، فقال لي: "لا تبكي يا أصبغ، فإنها والله الجنة، فقلت له: جعلت فداك، أعلم والله إنك لتسير إلى الجنة، وأنا أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين".

في وصاياه (ع) علم مخزون

وينقل عن أحد أصحابه وهو (صعصعة بن صلحان العبدي) أنه استأذن على علي، فلم يؤذن له لشدة حالة الإمام، فقال صعصعة للآذن: "قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حياً وميتاً، فلقد كان الله في صدرك عظيماً، ولقد كنت بذات الله عليماً. فبلّغه الآذن بعد أن نقل الكلام للإمام، فقال: قل له، وأنت يرحمك الله لقد كنت خفيف المؤونة كثير المعونة".

في كلام له(ع) قبل موته، وقد كان لا يترك الموعظة حتى في هذه الحالة الصعبة التي كان فيها ينـزف بشدة، "أيها الناس كل امرىء لاقٍ ما يفرّ منه في قراره، والأجل مساق النفس ـ أي أن النفس تسوق صاحبها إلى أجله ـ والهرب منه موافاته ـ أي أنك تهرب من الأجل إليه، لأنك ستوافي أجلك ـ كما طردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر ـ الموت ـ فأبى الله إخفاءه، هيهات علم المخزون ـ وكأنه يشير إلى نفسه ـ أما وصيتي ـ فعلي لم يوصِ الناس في تلك المرحلة وحسب، وإنما يوصي كل الأجيال ـ فالله لا تشركوا به شيئاً ـ في العقيدة، في العبادة، في الطاعة ـ ومحمداً(ص) فلا تضيعوا سنّته ـ وسنته كل ما قاله وما فعله وما أقره {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} {من أطاع الرسول فقد أطاع الله} ـ أقيموا هذين العمودين ـ يعني توحيد الله وسنة رسول الله، لأنهما العمودان اللذان يرتكز عليهما كل بنائكم في كل كيانكم ـ وأوقدوا هذين المصباحين ـ فالمصباح الأول هو توحيد الله، لأنه يضيء للإنسان عقله وقلبه وحياته من خلال كتاب الله، وأما النور الثاني فهو سنة رسول الله ـ وخلاكم من ذنب ـ لم يصبكم ذنب ما لم تشردوا ـ حمل كل امرىء منكم مجهوده ـ بحيث يحمل كل إنسان منكم قدر طاقته في تكاليفه ومسؤولياته ـ وخفف عن الجهلة رب رحيم ودين قويم وإمام عليم".

الموت أفضل الوعظ

ثم قال لهم: "أنا بالأمس صاحبكم ـ عندما كنت معكم ـ وأنا اليوم عبرة لكم ـ عندما أحتضر ـ وغداً ـ عندما يحل بي الموت ـ مفارقكم غفر الله لي ولكم ـ وهو المعصوم في كل فعله وفي كل قوله ـ إن تثبت الوطأة في هذه المزلة فذاك ـ إذا ثبتت القدم في مواقع الزلل وهي الموقع الذي يسير فيه الإنسان على الصراط ويُقبل على الله ـ وإن تدحض القدم ـ تسقط ـ فإنا كنا في أفياء أغصان ومهب رياح وتحت ظل غمام اضمحل في الجو متلفقها وعفا في الأرض مخطها ـ كناية عن زوالها ـ وإنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً وستعقبون مني جثة ـ سأتحول إلى جثة ـ خلاء، ساكنة بعد حراك، صامتة بعد نطق ليعظكم هدوئي، وخفوت إطراقي، وسكون أطرافي، فإنه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع ـ لأن النظرة إلى الميت أكثر وعظاً من ألف خطاب ومن ألف موعظة، لأن الحقيقة تتمثل موعظة للإنسان في ذلك كله ـ وداعي لكم ـ أودعكم ـ وداع امرىء مرصد للتلاقي ـ حتى يلتقي في موقف يوم القيامة، وزرعتم الأشواك في طريقي وأربكتم مشاريعي وما إلى ذلك ـ غداً ترون أيامي ويكشف لكم عن سرائري ـ في حياتي لم تكونوا تعرفون أسراري وما أظهره لكم ليس كل الحقيقة من الخير ومن العدل ـ وتعرفونني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي ـ لأن الإنسان في مستوى علي(ع)، ومن السائرين في دربه لم يعرفه الناس في حياتهم، لأنهم يثيرون حولهم الكثير من الضباب، ولأنهم يتحركون حوله بعصبياتهم وذاتياتهم وأهوائهم كما أثاروا ذلك في حياة علي(ع) ولم يعرفوه(ع) إلا بعد فقدانه وفتشوا عنه فلم يجدونه، وعاشوا مع غيره فلحقهم من المعاناة ما لحقهم.

وفي وصية أخرى له: "أنا بالأمس صاحبكم واليوم عبرة لكم، وغداً مفارقكم، إن أبقى فأنا ولي دمي ـ أنا المسؤول عن دمي ـ وإن أفنى فالفناء ميعادي ـ لأن كل نفس ذائقة الموت ـ وإن أعفو فالعفو لي قربة وهو لكم حسنة، فاعفوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله ما فجأني من الموت وارد كرهته، ولا طالع أنكرته، وما كنت إلا كقارب ورد وطالب وجد وما عند الله خير للأبرار".

السير على خطى علي(ع)

ولذلك أيها الأحبة، علينا ونحن نعيش ذكرى علي(ع) في هذا اليوم الذي استقبل به ربه في مسجد الكوفة، أن نرتفع إلى مستوى علي(ع)، أن نحفظ الإسلام كما حفظه، وأن نخلص لله ولرسوله كما أخلص لهما، وأن يكون رضى الله كل همنا، وأن نبتعد عن كل العصبيات والحساسيات. لأنه يريد للذين يلتزمون خطه ويسيرون معه أن يكونوا في مستوى المسؤولية، أن يعيش المؤمن أخوة المؤمن، وأن يهتم بما يصيب المؤمن الآخر. ابتعدوا عن كل ما يفرقكم، ابتعدوا عن كل عصبياتكم، لا سيما في هذا الشهر المبارك الذي أراده الله أن يكون شهراً للمغفرة والرحمة، يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا، فتعالوا لنغفر لبعضنا البعض، وليرحم بعضنا بعضاً، ولنرحم الواقع الصعب الذي نعيشه، فلا نثقله بكل ما لدينا من عصبيات طائفية ومذهبية وحزبية، تعالوا نرتفع إلى الله لنطلب رضاه، ولا شيء إلا رضاه، لنحبه كما أحبه علي(ع). "فهبني يا إلهي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني يا إلهي صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك، أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك"، تعالوا لنسير مع علي إلى الله لنكون القريبين إلى الله..

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله، اتقوا الله وانفتحوا على الصفوة الطيبة من الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فإنهم لن يسلكوا بكم إلا الطريق الواضح والصراط المستقيم، لأنهم المعصومون بالله، الأدلاء على الله، السائرين في طريق الله، الذين أحبوا الله كما لم يحبوا أحداً، وأخلصوا لله كما لم يخلصوا لأحد، والذين تحملوا كل التضحيات وعاشوا كل المعاناة من أجل الإسلام والمسلمين، ومن أجل المستضعفين كلهم، لقد كانوا النجوم المشعة في الليلة الظلماء، وكالشمس الساطعة في رابعة النهار، فانطلقوا مع نبيّكم ومع أهل بيته، ومع كل الصالحين الذين عاشوا معه وساروا معه، وكانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً.

وعلينا أن نتحمل المسؤولية كما تحملوها وأن نجاهد في سبيل الله كما جاهدوا في سبيل الله، وأن ننصح للإسلام والمسلمين كما نصحوا للإسلام والمسلمين، وأن يكون لنا وعي الواقع في وعي الحاضر ووعي المستقبل، ليتحمل كل واحد منا مسؤوليته عن نفسه وعن أهله وعن المسلمين، وليهتم بأمور المسلمين جميعاً، هذا ما ينبغي لنا أن نسير عليه.

إسرائيل تستهدف الجميع

الانتفاضة تؤكد نفسها في الاستمرار في حركة الجهاد من أجل التحرر من الاحتلال الصهيوني، وإسرائيل تطور وسائلها في العدوان على الشعب الفلسطيني بالاغتيالات المنظمة للكوادر الفلسطينية من دون تمييز بين حماس والجهاد الإسلامي وفتح، مما يؤكد أنها تتخذ موقفاً واحداً من كل فصائل المقاومة الفلسطينية، وبالقصف المتواصل للمدنيين بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي يستهدف تجويع الفلسطينيين لتركيعهم.

إننا نشهد فصلاً جديداً من فصول الحركة السياسية الدولية والعربية والفلسطينية والإسرائيلية لإيقاف الانتفاضة تحت عنوان إيقاف العنف، وربما كان الهدف منها إعادة باراك إلى الحلبة السياسية في الانتخابات حذراً من مجيء نتنياهو الذي قد يأتي إلى الحكم في الانتخابات المقبلة. أما لجنة تقصّي الحقائق فهي أمريكية الانتماء والأهداف ولن تحقق شيئاً، بل تعمل لإرباك حركة الانتفاضة لتنتهي في قراراتها إلى تبرئة إسرائيل من أعمالها الوحشية أو تساوي بين المجرم والضحية.

اللعبة الدولية.. عودة إلى الدوامة

إننا نقول للشعب الفلسطيني الجريح المجاهد الذي نثق بإخلاصه وتضحياته وبطاقاته وقدرته على التحمل والعطاء، إن اللعبة الدولية والإقليمية تستهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ليرجع إلى دوامة المفاوضات من جديد من أجل إنقاذ إسرائيل من مأزقها الصعب الذي وقعت فيه بفعل الانتفاضة التي أدخلتها في الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية مما لم يعهد له مثيل في تاريخها، فلا تلتفتوا إلى ذلك كله، وتابعوا مسيرتكم بكل قوة، لأن أمريكا ومعها أكثر الدول لن تغير سياستها في دعم العدو ومحاولة إنقاذه على حسابكم..

إن العالم كله سوف ينحني أمام استمرار جهادكم وسيرضخ لإرادة الحرية في حريتكم الجهادية وستنتصرون بإذن الله ونحن معكم في هذه المسيرة التي استطاعت أن تحرك أكثر من انتفاضة سياسية في الأمة وبلغت درجة بدأت فيها الأنظمة المتحالفة مع أمريكا تهتز أمام اهتزازات الواقع السياسي الغاضب لدى شعوبها.

الفتاوى أثبتت جدواها

وفي موازاة ذلك، فإن المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية تتقدم بفعل الانتفاضة الشعبية والإسلامية، حتى أن بعض الشركات بدأت تعلن أن لا علاقة لها بإسرائيل تحت تأثير الخسائر الاقتصادية، ونحن نجدد دعوتنا للاستعاضة عن البضائع الأمريكية ببضائع أخرى أوروبية أو غيرها ما أمكن ذلك، لأن أمريكا هي القوة الكبرى الداعمة للعدو على حساب العرب والمسلمين.

إن المقاطعة تمثل الوجه السياسي الاحتجاجي للأمة التي لا بد أن تعبر بذلك وبمختلف الوسائل عن احترامها لنفسها ولقضاياها الحيوية من أجل أن تؤكد للجميع أن مصالحهم سوف تتضرر بفعل مواقفهم السياسية الداعمة لأعداء الأمة.

المقاومة.. السعي لتحقيق المكاسب

وتبقى مسألة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية في مزارع شبعا وبعض مواقع الخط الأزرق في الحركة السياسية دولياً وإقليمياً، حيث يعمل أكثر من موقع دولي لإغلاق هذا الملف وإبعاده عن واقع المرحلة ليدخل في متاهات القرار 242 في دائرة التسوية..

وليس بعيداً عن ذلك قضية المعتقلين لدى العدو حيث يتحرك الضغط الدولي لإطلاق جنود العدو، والاقتصار في المبادلة على الأسرى اللبنانيين.. ولكننا نعرف أن المقاومة الإسلامية تملك أكثر من ورقة وبإمكانها أن تمارس الضغط المضاد لمنع اقتصار المبادلة على المعتقلين، ولتشمل معتقلين آخرين من العرب وخاصة الفلسطينيين مع شروط سياسية وإنسانية أخرى، ولا سيما مسألة خرائط الألغام المزروعة في لبنان، فإن العدو لا يفهم إلا بلغة الضغوط التي لا بد أن تستمر بكل قوة حتى تحقيق الأهداف.

وأخيراً، إن على الشعب كله أن يتحرك من أجل توحيد المواقف وراء المقاومة لتحقيق الانتصار، لأن هذه الوحدة هي التي تحقق النجاح للحركة السياسية والدبلوماسية وللمقاومة الجهادية في وجه العدو، بينما تؤدي الخلافات والمنازعات الهامشية الداخلية إلى إسقاط الموقف وبعثرة الجهود وإضعاف القوة.

{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، فإن المرحلة الحاضرة هي من أكثر المراحل خطورة على مستوى لبنان والعالم العربي والإسلامي كله.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير