لأننا نحب أن يرفق بنا عباد الله: عاملوا الناس بما تحبون أن يعاملوكم به

لأننا نحب أن يرفق بنا عباد الله: عاملوا الناس بما تحبون أن يعاملوكم به

لأننا نحب أن يرفق بنا عباد الله: عاملوا الناس بما تحبون أن يعاملوكم به


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

من بين العناوين التي تمثل حركة السلوك في العلاقات الإنسانية العامة بين السلب والإيجاب، مفهوم الرفق والعنف.

مفهوم الرفق

والمقصود بالرفق، أسلوب اللين المنفتح على مشاعر الآخرين، بحيث توصل إليهم الفكرة بالطريق الإنساني السلمي الذي يفتح العقل بسهولة، ويفتح القلب بمحبة، وبحيث يكون أسلوبك أسلوب اللين، عندما تخاطب الآخر بالكلمة الليّنة السهلة التي لا تقسو على مشاعره، ولا تثير عصبيته، ولا تبعده عن الخط المستقيم.

وهكذا عندما تريد أن تتعامل مع الآخر، حتى لو كان ذلك في داخل العائلة؛ في تعاملك مع أبيك وأمك، أو مع أولادك وزوجك ـ سواء كنت رجلاً يتعامل مع زوجته أو امرأة تتعامل مع زوجها ـ بأن تعتمد أسلوب اللين الذي يحترم مشاعر الآخرين ولا يسيء إليها، لأن ذلك هو السبيل لأن تُدخِل فكرتك في عقل الآخر، وأن تجذبه إليك في عاطفته ومشاعره وإحساسه؛ أن تكون كلمة القلب الذي يجتذب قلب الآخر، كما هي كلمة العقل الذي يجتذب عقل الآخر...

أما العنف، فهو أسلوب القسوة، وقد يتمثل في الشتائم تطلقها ضد الآخر الذي لا ترتاح إليه، أو الذي بينك وبينه مشكلة، بحيث تعمد إلى إثارة عصبيته، أو الضغط على مشاعره، بما يشعر معه أنك تُسقط كرامته، وتتحدى ذاته، وتوحي إليه بأنك في موقع العلو وهو في موقع السفل، كالكثيرين من الناس الذين يتحدثون مع الآخرين من فوق، لأنهم يملكون موقعاً للقوة أمامهم.

وهكذا في كل موقع من مواقع علاقتك بالإنسان الآخر، لأنّ مسألة العلاقات الإنسانية هي مسألة تتصل باحترام الإنسان للإنسان؛ أن تحترم فكره فلا تسقطه، بل تحاول أن تعالج خطأه في الفكر بالأسلوب الطيب الذي يناقش الفكرة الخاطئة بعقلانية وموضوعية، بحيث تستطيع أن تقنع الآخر، لأنك إذا عالجت الفكرة الخاطئة بالتشنّج ـ سواء كان خطأه في السياسة أو في الدين أو في العلاقات البيتية ـ بأن تضلله وتكفّره وتعنّفه بخطئه، من دون أن تعرض وجهة النظر الأخرى، فإنك بذلك تغلق قلبه عنك.

وهذه الفكرة أكّدها القرآن الكريم، سواء في تعاملنا مع الآخر في البيت أو في السوق أو في المجتمعات، فنحن نقرأ قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ـ إذا أردت أن تتكلم مع الآخرين، فتكلّم معهم بالكلمة الأفضل؛ الكلمة التي تجمع ولا تفرّق، تحبِّب ولا تبغّض، الكلمة التي تدخل إلى عقل الإنسان الآخر، فتلاحظ مستواه الفكري لترحم فكره وقابليته، فكما تختار الفاكهة الأحسن والبيت الأحسن، والثوب الأحسن لأن ذلك يؤثّر على وضعك الذاتي في ما تأكل وتشرب وتلبس، كذلك حاول أن تختار كلماتك، لأن مسألة الكلمة أخطر من مسألة الفاكهة والملبس والمنزل، لأن الكلمة قد تُدخلك في حرب أو تثير أمامك عصبية ـ إن الشيطان ينزغ بينهم ـ يدخل الشيطان في "عبّ" الكلمة ليفحص ما في داخلها ليخلق لك مشكلة ـ إن الشيطان كان للإنسان عدوّاً مبيناً}.

الجدال بالأحسن

ثم، إذا أردت أن تجادل الآخرين ـ ونحن نختلف في الدين والمذهب والسياسة والعلاقات الاجتماعية، ومن الطبيعي أن هذا الاختلاف يجر إلى جدل حول كل القضايا المختلف عليها ـ فكيف تجادلهم؟ الله تعالى يقول: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}. وحتى في الحوار مع أهل الكتاب، فإن الله تعالى يأمرنا أن نجادلهم بالتي هي أحسن. وإذا كان عندك عداوة مع الآخر فإن الله يأمرك أن تختار الأسلوب الأحسن لكي تحوّله إلى صديق: {ولا تستوي الحسنة ـ وهي أسلوب الرفق ـ ولا السيئة ـ وهي أسلوب العنف ـ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم ـ وهذه تحتاج إلى جهد وأعصاب قوية ـ وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}، وهذا هو الذي يجعلنا نربح العالم.

هناك من الناس مَنْ تجده غير مستعد لأن يناقشك أو يحاورك، بل يستعرض قوته وعضلاته، ولذلك استثنى الله تعالى في الجدال مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن الذين ظلموا، لأنه تعالى قال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، وهو ما يعلّمه الله تعالى لنبيّه نوح (ع)، عندما كان قومه يسخرون منه وهو يصنع السفينة في مكان لا ماء فيه، فالله تعالى قال: {إن تسخروا منا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون}، أما الذي يحاورك فحاوره بالتي هي أحسن، لأن الله تعالى يضع كل شيءٍ في موضعه.

الرسول القدوة ومبدأ الرحمة

كيف كان أسلوب النبي(ص) في مسألة الدعوة إلى الله، وفي تعامله مع المسلمين، وهو الذي يمثل القيادة الدينية والعسكرية والثقافية والاجتماعية؟ يقول تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}، لأن ما يستعبد الإنسان هو أن تحترم عقله وقلبه وإحساسه وشعوره وكرامته، ومن الطبيعي أنك عندما تعنف في تعاملك مع الناس، فإنهم لن يتّبعوك. وفي آية أخرى يقول تعالى: {واخفض جناحك للمؤمنين}، لا تتحرك معهم كما يتحرك الرئيس المستعلي على من اتبعه، وكما تتحرك القيادة المستعلية مع جنودها، ولكن تواضع لهم، كلِّمهم برفق وتعامل معهم بلين. والله تعالى يتحدث عن عباده الذين نسبهم إليه: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.

وقد ورد في الحديث عن النبي (ص) وهو يتحدث مع زوجته عائشة بعد أن مرّ يهودي وقال له: "السام عليك" ـ يعني الموت عليك ـ من أجل أن يسجّل نقطة عليه، فاكتفى النبي بالقول: "وعليك"، ولم تتحمّل عائشة ذلك، فبدأت تشتم اليهودي وتفحش في القول معه، فالتفت النبي(ص) إليها، وقال لها: "يا عائشة، إنّ الفحش لو كان ممثَّلاً لكان مثال سوء، إن الرفق لم يوَضع على شيء قطّ إلا زانه، ولم يُرفع عنه قطّ إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".

وورد في الحديث عن النبي (ص): "ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأحبهما الى الله عزّ وجلّ أرفقهما بصاحبه"، وورد عنه(ص): "من أُعطي حظه من الرفق أُعطي حظه من خير الدنيا والآخرة"، وعنه(ص): "إنّا أُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما أُمرنا بأداء الفرائض"، والمداراة لا تعني النفاق، بل مراعاة مشاعر الناس، بأن لا يتحرّك الإنسان معهم بما يثير عصبيتهم وبما يؤدي إلى إسقاط كرامتهم. وقد ورد عن النبي(ص) وهو يصف طابع الدين الإسلامي: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرّهوا عبادة الله إلى عباد الله"، وقد ورد عنه(ص): "بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا". وورد عن الإمام الصادق(ع): "مرّ بي أبي وأنا بالطواف، وأنا حَدِث، وقد اجتهدت في العبادة، فرآني أبي أتصاب عرقاً، فقال لي: يا بني، إن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أدخله الجنة ورضي منه باليسير"، وورد عن الإمام عليّ(ع): "خادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها".

لا بد لنا أن نأخذ بأسباب الرفق في العلاقات الإنسانية، وأن لا نأخذ بأسباب العنف، لأن الله يحرّم العنف عندما يتحوّل إلى نوع من الاعتداء على الآخرين، كما في العنف الذي يمارسه الأقوياء أمام الضعفاء، ولا سيما العنف ضد المرأة، سواء في البيت أو في المجتمع، وهذه المسألة تتحرك المؤتمرات في العالم من أجل مواجهتها، لأن الكثيرين من الناس يستغلّون ضعف المرأة من أجل الاعتداء عليها.

إن الله تعالى رفيق يحبّ الرفق، وعلينا أن نكون من الذين يرفقون بعباد الله، لأننا نحب أن يرفق بنا عباد الله، "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به"؛ في البيت، في السوق، في المجتمع، في كل مجالات الحياة، حتى نعيش السلام كله من خلال معرفتنا كيف يمكن لنا أن نداري حساسياتنا وعصبياتنا ومشاعرنا.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله، وواجهوا الموقف في التحديات التي تواجهكم من خلال المستكبرين والظالمين، واجهوها بموقف واحد، لأن الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص، سواء كان القتال عسكرياً أو ثقافياً أو أمنياً، وعلينا أن نتابع الأحداث التي تعيش في واقعنا الإسلامي من خلال ما يفرضه المستكبرون علينا، حتى يعرفوا أننا لا نستضعف أنفسنا، وأننا نردُّ الكيل كيلين، والصاع صاعين، فماذا هناك؟

لا تغيير في السياسة الأمريكية إزاء فلسطين

القضية الفلسطينية في قبضة اللعبة الدولية الأمريكية والأوروبية والعربية، في حركة زيارات وتصريحات تتحدث عن الوعود الضبابية في ربط الانسحاب من غزة بخطة الطريق، وتسهيل الانتخابات القادمة بموافقة إسرائيلية ودعم دولي إنساني، ولكن من دون الحديث الاستراتيجي عن مبدأ الانسحاب الصهيوني من الأراضي المحتلة الذي هو أمّ القضية، لأن أطراف اللعبة لا يملكون شجاعة المطالبة بذلك، وإسرائيل ترفض إطلاق هذا العنوان الكبير الذي يقدّمها إلى العالم "المتحضّر" كدولة احتلال، بكل مفاعيله الوحشية، من إبادة الشعب الفلسطيني وتدميره وتجويعه وحصاره، ما يجعل هؤلاء يطلقون الكلمات التي تلامس الموضوع من دون أيّ تصريح بمضمونه السياسي والأمني.

إننا نخاف على القضية من الألاعيب السياسية التي تتحرك في نطاق الخطة الإسرائيلية، بما يحقِّق مصلحة إسرائيل في استراتيجيتها السياسية والأمنية التي تطوّق الخطة الفلسطينية في التحرير، وهي إن كانت قد تحدثت سابقاً ـ بالاتفاق مع الإدارة الأمريكية ـ عن فقدان الشريك الفلسطيني في قيادة السلطة التاريخية، فليس ذلك إلا لإصرار هذه القيادة على الثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني في قيام دولة فلسطينية على كل الأرض المحتلة، بما فيها القدس، وهدم الجدار والمستوطنات، وعودة اللاجئين، واستقلالها السياسي والاقتصادي، وغير ذلك مما لا يوافق عليه الحليفان الإسرائيلي والأمريكي، وسوف تعود هذه المقولة في فقدان هذا الشريك إذا أصرّ الرئيس الجديد ـ بقيادته السياسية وجماهيره الشعبية ـ على الثوابت الوطنية التي يرفضها الكيان الصهيوني... وهكذا، تعود الدوّامة التاريخية، ولا سيما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تجمع كل الصقور المتطرفين من صهاينة أمريكا، من اليهود والمحافظين الجدد، الذين يجعلون حركة الموقف الأمريكي في نطاق المصلحة الصهيونية...

إننا نتصور أن الرئيس بوش لن يغيّر سياسته الفلسطينية، بل سيستمر عليها لينفذ مشروع شارون في تطويق القضية الفلسطينية بالجدار والمستوطنات ومنع اللاجئين من العودة، مع بعض ملامح الكلمات المعسولة والمفاوضات الضاغطة الخدّاعة التي تلعب دور مساحيق التجميل...

إننا ندعو الشعب الفلسطيني الجريح، بكل فئاته وفصائله وقياداته، إلى أن يواجه المرحلة بحذر، وأن يدقق في كل الخطوط التي تُطرح في ساحته، وأن يتحرك في انتخاباته العامة ـ سواء الرئاسية أو النيابية أو البلدية ـ لينفتح في كل أوضاعها على صناعة المستقبل، وأن لا يسمح لأيّ فريق خارجي أن يخدعه ويصادر قضيته في الحرية، لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، وسوف يصل الشعب المطالب بحقه إلى حريته في تقرير مصيره.

لا فرصة واقعية للانتخابات العراقية

ونلتقي بالوضع العراقي الذي لم يحصل على أيّ حلٍّ لمشكلته، ولا سيما مشكلة الاحتلال، في مؤتمر شرم الشيخ الذي جمع له أكثر من فريق دولي وعربي، إضافة إلى الأمم المتحدة، بل إنه أغفل عن مسألة الاحتلال، وتحدَّث عن الشرعية في ما يقوم به، وأعطى الأمم المتحدة الدور الاستشاري، لأن أمريكا لا تريد لها شريكاً فاعلاً في احتلالها للعراق الذي تريده قاعدة لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة كلها.

ولكن، لا يزال العراق مأساةً متحركة دامية على صعيد معاناة شعبه من الفوضى الضاربة أطنابها، بالرغم من التلويح بالانتخابات القادمة التي لا ندري كيف يمكن للعراقيين من خلالها أن يختاروا ممثليهم بحرية تحت سيطرة الاحتلال الأمنية والسياسية، إضافةً إلى القوائم التي يجري الإعداد لها من دون تخطيط للكفاءات السياسية، الأمر الذي قد يفقد الشعب معه إرادة الاختيار الحرّ. ناهيك عن الوضع الأمني المتردّي بفعل التعقيدات الداخلية المتنوّعة في أكثر من جهة، من بقايا العهد البائد، ومن الفئات المذهبية والعرقية، مما قد لا يجد الإنسان معها مخرجاً من هذه المغارة الأمنية المظلمة...

أما السياسة الأمريكية، فإنها تتحرك في أكثر من ضغط على دول المنطقة، ولا سيما المجاورة للعراق، كسوريا ـ ومعها لبنان ـ وإيران وتركيا، لتثير في كل بلد بعض المشاكل الأمنية والسياسية، في عملية ابتزاز لتسهيل مهمتها في احتلالها للعراق، ولا سيما في المسألة النووية الإيرانية، لتصل للحديث عن الصواريخ الإيرانية، ثم عن التسلّح الإيراني، لتطالب ـ في نهاية المطاف ـ بحوار في المسألة العراقية والإسرائيلية، لأن ما تفتش عنه واشنطن هو كيفية إرضاء إسرائيل، وكيفية الخروج من الوحل العراقي بأكثر قدرٍ من الأرباح... لقد استطاعت أمريكا أن تجعل المنطقة أكثر خطورةً في مستقبل شعوبها، وأقل أمناً وأكثر اهتزازاً في كل قضاياها، لتتقدّم إلى العالم بصورة محور الشر على صعيد الأرض كلها.

لبنان: على الحكومة الكشف عن المفسدين

أما في لبنان، فلا تزال إحصاءات الإنفاق على الكهرباء بمستوى يقارب المليارات الأربعة، بالإضافة إلى فوائدها المليارية، أمام أكثر من سؤال عن محاسبة كل المسؤولين الكبار والصغار عن خطوط الفساد والهدر التي زادت البلد ظلاماً، وزادت ثروات هؤلاء تضخّماً. ربما لا تستطيع الحكومة الحاضرة أن تحل كل المشاكل، وأن تسيطر على كلِّ الأزمات، ولكن مهمتها هي أن تكشف كل كهوف السرقات وكل جماعات الفساد، ليعرف الشعب قبل أن يدخل في دوّامة الانتخاب من هم اللصوص الذين يتحدثون عن الأمانة، والخونة الذين يتحدثون عن الإخلاص...

ويتساءل الجميع عن قانون الانتخاب، عن الدائرة الصغرى أو الكبرى أو المحافظة أو النسبية، ولكن المسألة هي وعي الناخب الذي ربطوا قضاياه وحاجاته بالذين كانوا السبب في أزماته الاقتصادية والسياسية، وحريته في اختيار الذين يملكون الإرادة الحرة بعيداً عن أيّ وحي أو ضغط أو إغراء، مما يخضع له الذين لم ينفتحوا على الوطن الحرّ، والشعب السعيد، وعلى الأخطار التي تتحدى لبنان والمنطقة كلها من الداخل والخارج.

لأننا نحب أن يرفق بنا عباد الله: عاملوا الناس بما تحبون أن يعاملوكم به


ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :

من بين العناوين التي تمثل حركة السلوك في العلاقات الإنسانية العامة بين السلب والإيجاب، مفهوم الرفق والعنف.

مفهوم الرفق

والمقصود بالرفق، أسلوب اللين المنفتح على مشاعر الآخرين، بحيث توصل إليهم الفكرة بالطريق الإنساني السلمي الذي يفتح العقل بسهولة، ويفتح القلب بمحبة، وبحيث يكون أسلوبك أسلوب اللين، عندما تخاطب الآخر بالكلمة الليّنة السهلة التي لا تقسو على مشاعره، ولا تثير عصبيته، ولا تبعده عن الخط المستقيم.

وهكذا عندما تريد أن تتعامل مع الآخر، حتى لو كان ذلك في داخل العائلة؛ في تعاملك مع أبيك وأمك، أو مع أولادك وزوجك ـ سواء كنت رجلاً يتعامل مع زوجته أو امرأة تتعامل مع زوجها ـ بأن تعتمد أسلوب اللين الذي يحترم مشاعر الآخرين ولا يسيء إليها، لأن ذلك هو السبيل لأن تُدخِل فكرتك في عقل الآخر، وأن تجذبه إليك في عاطفته ومشاعره وإحساسه؛ أن تكون كلمة القلب الذي يجتذب قلب الآخر، كما هي كلمة العقل الذي يجتذب عقل الآخر...

أما العنف، فهو أسلوب القسوة، وقد يتمثل في الشتائم تطلقها ضد الآخر الذي لا ترتاح إليه، أو الذي بينك وبينه مشكلة، بحيث تعمد إلى إثارة عصبيته، أو الضغط على مشاعره، بما يشعر معه أنك تُسقط كرامته، وتتحدى ذاته، وتوحي إليه بأنك في موقع العلو وهو في موقع السفل، كالكثيرين من الناس الذين يتحدثون مع الآخرين من فوق، لأنهم يملكون موقعاً للقوة أمامهم.

وهكذا في كل موقع من مواقع علاقتك بالإنسان الآخر، لأنّ مسألة العلاقات الإنسانية هي مسألة تتصل باحترام الإنسان للإنسان؛ أن تحترم فكره فلا تسقطه، بل تحاول أن تعالج خطأه في الفكر بالأسلوب الطيب الذي يناقش الفكرة الخاطئة بعقلانية وموضوعية، بحيث تستطيع أن تقنع الآخر، لأنك إذا عالجت الفكرة الخاطئة بالتشنّج ـ سواء كان خطأه في السياسة أو في الدين أو في العلاقات البيتية ـ بأن تضلله وتكفّره وتعنّفه بخطئه، من دون أن تعرض وجهة النظر الأخرى، فإنك بذلك تغلق قلبه عنك.

وهذه الفكرة أكّدها القرآن الكريم، سواء في تعاملنا مع الآخر في البيت أو في السوق أو في المجتمعات، فنحن نقرأ قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ـ إذا أردت أن تتكلم مع الآخرين، فتكلّم معهم بالكلمة الأفضل؛ الكلمة التي تجمع ولا تفرّق، تحبِّب ولا تبغّض، الكلمة التي تدخل إلى عقل الإنسان الآخر، فتلاحظ مستواه الفكري لترحم فكره وقابليته، فكما تختار الفاكهة الأحسن والبيت الأحسن، والثوب الأحسن لأن ذلك يؤثّر على وضعك الذاتي في ما تأكل وتشرب وتلبس، كذلك حاول أن تختار كلماتك، لأن مسألة الكلمة أخطر من مسألة الفاكهة والملبس والمنزل، لأن الكلمة قد تُدخلك في حرب أو تثير أمامك عصبية ـ إن الشيطان ينزغ بينهم ـ يدخل الشيطان في "عبّ" الكلمة ليفحص ما في داخلها ليخلق لك مشكلة ـ إن الشيطان كان للإنسان عدوّاً مبيناً}.

الجدال بالأحسن

ثم، إذا أردت أن تجادل الآخرين ـ ونحن نختلف في الدين والمذهب والسياسة والعلاقات الاجتماعية، ومن الطبيعي أن هذا الاختلاف يجر إلى جدل حول كل القضايا المختلف عليها ـ فكيف تجادلهم؟ الله تعالى يقول: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}. وحتى في الحوار مع أهل الكتاب، فإن الله تعالى يأمرنا أن نجادلهم بالتي هي أحسن. وإذا كان عندك عداوة مع الآخر فإن الله يأمرك أن تختار الأسلوب الأحسن لكي تحوّله إلى صديق: {ولا تستوي الحسنة ـ وهي أسلوب الرفق ـ ولا السيئة ـ وهي أسلوب العنف ـ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم ـ وهذه تحتاج إلى جهد وأعصاب قوية ـ وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}، وهذا هو الذي يجعلنا نربح العالم.

هناك من الناس مَنْ تجده غير مستعد لأن يناقشك أو يحاورك، بل يستعرض قوته وعضلاته، ولذلك استثنى الله تعالى في الجدال مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن الذين ظلموا، لأنه تعالى قال: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}، وهو ما يعلّمه الله تعالى لنبيّه نوح (ع)، عندما كان قومه يسخرون منه وهو يصنع السفينة في مكان لا ماء فيه، فالله تعالى قال: {إن تسخروا منا فإنّا نسخر منكم كما تسخرون}، أما الذي يحاورك فحاوره بالتي هي أحسن، لأن الله تعالى يضع كل شيءٍ في موضعه.

الرسول القدوة ومبدأ الرحمة

كيف كان أسلوب النبي(ص) في مسألة الدعوة إلى الله، وفي تعامله مع المسلمين، وهو الذي يمثل القيادة الدينية والعسكرية والثقافية والاجتماعية؟ يقول تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}، لأن ما يستعبد الإنسان هو أن تحترم عقله وقلبه وإحساسه وشعوره وكرامته، ومن الطبيعي أنك عندما تعنف في تعاملك مع الناس، فإنهم لن يتّبعوك. وفي آية أخرى يقول تعالى: {واخفض جناحك للمؤمنين}، لا تتحرك معهم كما يتحرك الرئيس المستعلي على من اتبعه، وكما تتحرك القيادة المستعلية مع جنودها، ولكن تواضع لهم، كلِّمهم برفق وتعامل معهم بلين. والله تعالى يتحدث عن عباده الذين نسبهم إليه: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}.

وقد ورد في الحديث عن النبي (ص) وهو يتحدث مع زوجته عائشة بعد أن مرّ يهودي وقال له: "السام عليك" ـ يعني الموت عليك ـ من أجل أن يسجّل نقطة عليه، فاكتفى النبي بالقول: "وعليك"، ولم تتحمّل عائشة ذلك، فبدأت تشتم اليهودي وتفحش في القول معه، فالتفت النبي(ص) إليها، وقال لها: "يا عائشة، إنّ الفحش لو كان ممثَّلاً لكان مثال سوء، إن الرفق لم يوَضع على شيء قطّ إلا زانه، ولم يُرفع عنه قطّ إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف".

وورد في الحديث عن النبي (ص): "ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجراً وأحبهما الى الله عزّ وجلّ أرفقهما بصاحبه"، وورد عنه(ص): "من أُعطي حظه من الرفق أُعطي حظه من خير الدنيا والآخرة"، وعنه(ص): "إنّا أُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس كما أُمرنا بأداء الفرائض"، والمداراة لا تعني النفاق، بل مراعاة مشاعر الناس، بأن لا يتحرّك الإنسان معهم بما يثير عصبيتهم وبما يؤدي إلى إسقاط كرامتهم. وقد ورد عن النبي(ص) وهو يصف طابع الدين الإسلامي: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرّهوا عبادة الله إلى عباد الله"، وقد ورد عنه(ص): "بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا". وورد عن الإمام الصادق(ع): "مرّ بي أبي وأنا بالطواف، وأنا حَدِث، وقد اجتهدت في العبادة، فرآني أبي أتصاب عرقاً، فقال لي: يا بني، إن الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أدخله الجنة ورضي منه باليسير"، وورد عن الإمام عليّ(ع): "خادع نفسك في العبادة وارفق بها ولا تقهرها".

لا بد لنا أن نأخذ بأسباب الرفق في العلاقات الإنسانية، وأن لا نأخذ بأسباب العنف، لأن الله يحرّم العنف عندما يتحوّل إلى نوع من الاعتداء على الآخرين، كما في العنف الذي يمارسه الأقوياء أمام الضعفاء، ولا سيما العنف ضد المرأة، سواء في البيت أو في المجتمع، وهذه المسألة تتحرك المؤتمرات في العالم من أجل مواجهتها، لأن الكثيرين من الناس يستغلّون ضعف المرأة من أجل الاعتداء عليها.

إن الله تعالى رفيق يحبّ الرفق، وعلينا أن نكون من الذين يرفقون بعباد الله، لأننا نحب أن يرفق بنا عباد الله، "عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به"؛ في البيت، في السوق، في المجتمع، في كل مجالات الحياة، حتى نعيش السلام كله من خلال معرفتنا كيف يمكن لنا أن نداري حساسياتنا وعصبياتنا ومشاعرنا.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

عباد الله.. اتقوا الله، وواجهوا الموقف في التحديات التي تواجهكم من خلال المستكبرين والظالمين، واجهوها بموقف واحد، لأن الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص، سواء كان القتال عسكرياً أو ثقافياً أو أمنياً، وعلينا أن نتابع الأحداث التي تعيش في واقعنا الإسلامي من خلال ما يفرضه المستكبرون علينا، حتى يعرفوا أننا لا نستضعف أنفسنا، وأننا نردُّ الكيل كيلين، والصاع صاعين، فماذا هناك؟

لا تغيير في السياسة الأمريكية إزاء فلسطين

القضية الفلسطينية في قبضة اللعبة الدولية الأمريكية والأوروبية والعربية، في حركة زيارات وتصريحات تتحدث عن الوعود الضبابية في ربط الانسحاب من غزة بخطة الطريق، وتسهيل الانتخابات القادمة بموافقة إسرائيلية ودعم دولي إنساني، ولكن من دون الحديث الاستراتيجي عن مبدأ الانسحاب الصهيوني من الأراضي المحتلة الذي هو أمّ القضية، لأن أطراف اللعبة لا يملكون شجاعة المطالبة بذلك، وإسرائيل ترفض إطلاق هذا العنوان الكبير الذي يقدّمها إلى العالم "المتحضّر" كدولة احتلال، بكل مفاعيله الوحشية، من إبادة الشعب الفلسطيني وتدميره وتجويعه وحصاره، ما يجعل هؤلاء يطلقون الكلمات التي تلامس الموضوع من دون أيّ تصريح بمضمونه السياسي والأمني.

إننا نخاف على القضية من الألاعيب السياسية التي تتحرك في نطاق الخطة الإسرائيلية، بما يحقِّق مصلحة إسرائيل في استراتيجيتها السياسية والأمنية التي تطوّق الخطة الفلسطينية في التحرير، وهي إن كانت قد تحدثت سابقاً ـ بالاتفاق مع الإدارة الأمريكية ـ عن فقدان الشريك الفلسطيني في قيادة السلطة التاريخية، فليس ذلك إلا لإصرار هذه القيادة على الثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني في قيام دولة فلسطينية على كل الأرض المحتلة، بما فيها القدس، وهدم الجدار والمستوطنات، وعودة اللاجئين، واستقلالها السياسي والاقتصادي، وغير ذلك مما لا يوافق عليه الحليفان الإسرائيلي والأمريكي، وسوف تعود هذه المقولة في فقدان هذا الشريك إذا أصرّ الرئيس الجديد ـ بقيادته السياسية وجماهيره الشعبية ـ على الثوابت الوطنية التي يرفضها الكيان الصهيوني... وهكذا، تعود الدوّامة التاريخية، ولا سيما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تجمع كل الصقور المتطرفين من صهاينة أمريكا، من اليهود والمحافظين الجدد، الذين يجعلون حركة الموقف الأمريكي في نطاق المصلحة الصهيونية...

إننا نتصور أن الرئيس بوش لن يغيّر سياسته الفلسطينية، بل سيستمر عليها لينفذ مشروع شارون في تطويق القضية الفلسطينية بالجدار والمستوطنات ومنع اللاجئين من العودة، مع بعض ملامح الكلمات المعسولة والمفاوضات الضاغطة الخدّاعة التي تلعب دور مساحيق التجميل...

إننا ندعو الشعب الفلسطيني الجريح، بكل فئاته وفصائله وقياداته، إلى أن يواجه المرحلة بحذر، وأن يدقق في كل الخطوط التي تُطرح في ساحته، وأن يتحرك في انتخاباته العامة ـ سواء الرئاسية أو النيابية أو البلدية ـ لينفتح في كل أوضاعها على صناعة المستقبل، وأن لا يسمح لأيّ فريق خارجي أن يخدعه ويصادر قضيته في الحرية، لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، وسوف يصل الشعب المطالب بحقه إلى حريته في تقرير مصيره.

لا فرصة واقعية للانتخابات العراقية

ونلتقي بالوضع العراقي الذي لم يحصل على أيّ حلٍّ لمشكلته، ولا سيما مشكلة الاحتلال، في مؤتمر شرم الشيخ الذي جمع له أكثر من فريق دولي وعربي، إضافة إلى الأمم المتحدة، بل إنه أغفل عن مسألة الاحتلال، وتحدَّث عن الشرعية في ما يقوم به، وأعطى الأمم المتحدة الدور الاستشاري، لأن أمريكا لا تريد لها شريكاً فاعلاً في احتلالها للعراق الذي تريده قاعدة لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة كلها.

ولكن، لا يزال العراق مأساةً متحركة دامية على صعيد معاناة شعبه من الفوضى الضاربة أطنابها، بالرغم من التلويح بالانتخابات القادمة التي لا ندري كيف يمكن للعراقيين من خلالها أن يختاروا ممثليهم بحرية تحت سيطرة الاحتلال الأمنية والسياسية، إضافةً إلى القوائم التي يجري الإعداد لها من دون تخطيط للكفاءات السياسية، الأمر الذي قد يفقد الشعب معه إرادة الاختيار الحرّ. ناهيك عن الوضع الأمني المتردّي بفعل التعقيدات الداخلية المتنوّعة في أكثر من جهة، من بقايا العهد البائد، ومن الفئات المذهبية والعرقية، مما قد لا يجد الإنسان معها مخرجاً من هذه المغارة الأمنية المظلمة...

أما السياسة الأمريكية، فإنها تتحرك في أكثر من ضغط على دول المنطقة، ولا سيما المجاورة للعراق، كسوريا ـ ومعها لبنان ـ وإيران وتركيا، لتثير في كل بلد بعض المشاكل الأمنية والسياسية، في عملية ابتزاز لتسهيل مهمتها في احتلالها للعراق، ولا سيما في المسألة النووية الإيرانية، لتصل للحديث عن الصواريخ الإيرانية، ثم عن التسلّح الإيراني، لتطالب ـ في نهاية المطاف ـ بحوار في المسألة العراقية والإسرائيلية، لأن ما تفتش عنه واشنطن هو كيفية إرضاء إسرائيل، وكيفية الخروج من الوحل العراقي بأكثر قدرٍ من الأرباح... لقد استطاعت أمريكا أن تجعل المنطقة أكثر خطورةً في مستقبل شعوبها، وأقل أمناً وأكثر اهتزازاً في كل قضاياها، لتتقدّم إلى العالم بصورة محور الشر على صعيد الأرض كلها.

لبنان: على الحكومة الكشف عن المفسدين

أما في لبنان، فلا تزال إحصاءات الإنفاق على الكهرباء بمستوى يقارب المليارات الأربعة، بالإضافة إلى فوائدها المليارية، أمام أكثر من سؤال عن محاسبة كل المسؤولين الكبار والصغار عن خطوط الفساد والهدر التي زادت البلد ظلاماً، وزادت ثروات هؤلاء تضخّماً. ربما لا تستطيع الحكومة الحاضرة أن تحل كل المشاكل، وأن تسيطر على كلِّ الأزمات، ولكن مهمتها هي أن تكشف كل كهوف السرقات وكل جماعات الفساد، ليعرف الشعب قبل أن يدخل في دوّامة الانتخاب من هم اللصوص الذين يتحدثون عن الأمانة، والخونة الذين يتحدثون عن الإخلاص...

ويتساءل الجميع عن قانون الانتخاب، عن الدائرة الصغرى أو الكبرى أو المحافظة أو النسبية، ولكن المسألة هي وعي الناخب الذي ربطوا قضاياه وحاجاته بالذين كانوا السبب في أزماته الاقتصادية والسياسية، وحريته في اختيار الذين يملكون الإرادة الحرة بعيداً عن أيّ وحي أو ضغط أو إغراء، مما يخضع له الذين لم ينفتحوا على الوطن الحرّ، والشعب السعيد، وعلى الأخطار التي تتحدى لبنان والمنطقة كلها من الداخل والخارج.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير