سوف تفشل حرب الإبادة الأمريكية الإسرائيلية

سوف تفشل حرب الإبادة الأمريكية الإسرائيلية

سوف تفشل حرب الإبادة الأمريكية الإسرائيلية


ألقى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، حيث تطرق الى الحرب الأمريكية ـ الإسرائيلية التي تُشنّ على لبنان، فاعتبر سماحته أن الرئيس الأمريكي وإدارته يستمتعون برؤية أشلاء الأجساد المقطّعة بالقذائف الأمريكية، ولا سيما أجساد الأطفال الذين يخشى "بوش" أن يتحوّلوا الى مجاهدين في المستقبل، ودعا الأنظمة العربية ـ إذا كانت لا تزال تحترم عنوان العروبة والإسلام ـ إلى القيام بالضغط الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي على الإدارة الأمريكية لإيقاف حمام الدم في لبنان، مؤكداً على الحكومة اللبنانية أن لا تكون فريقاً محايداً في المعركة التي تحوّلت الى الحرب ضد لبنان كله، ومما جاء في خطبته السياسية:


إنها الحرب، حرب أمريكا الإسرائيلية ضد كل حركة الحرية الرافضة للسياسة الأمريكية من قِبَل الذين يدافعون عن إرادة شعوبهم، في السيادة على قراراتهم السياسية، وثرواتهم الاقتصادية، ومواقعهم الأمنية، واستراتيجيتهم الواسعة في صنع المستقبل الجديد.. إنها حرب فيتنام الجديدة في فلسطين ولبنان، التي تواجه فيها أمريكا الإسرائيلية شعباً عربياً إسلامياً يملك إرادة الحرية، وصلابة الموقف، وحركية القوة، وعنفوان الروح التي تتحرك في مسار نيل إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة..

إنها الحرب التي بدأت تحصد جنود النخبة في "بنت جبيل" و"مارون الراس"، وتدمّر دباباتهم، وتلاحق رجال استخباراتهم، وتحاصرهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وتفرض عليهم الهزيمة في أكثر من موقف وموقع.. إنها المقاومة التي تؤمن بربها الذي يريد العزة للمؤمنين كما أرادها له سبحانه ولرسوله، وتثق بأمتها وبقضاياها المقدّسة، وتعرف كيف تخطط وتنفّذ وتتحرك نحو النصر..


وإذا كان ما يُسمّى بالمجتمع الدولي ـ ومعه بعض النظام العربي ـ الخاضع لأمريكا يقف في مواجهة هذه المقاومة، فإن الشعوب تقف معها في صوت واحد لا يحمل إلا صوت المعركة، لأن الأمة وجدت فيها استعادة عنفوانها ومحو تاريخ الهزيمة التي فرضتها عليها بعض الأنظمة الخاضعة للاستراتيجية الأمريكية، هذه الاستراتيجية التي فرضت الضعف السياسي والأمني على العالم العربي لحسابها وحساب إسرائيل، بعدما منحت العدو كل وسائل القوة الهائلة ليكون الأقوى في المنطقة، ولتهدد كل أنظمتها، ولتفرض عليها إرادتها في السياسة والأمن والاقتصاد..


إن المقاومة تقف في الساحة لتؤكد القيم الحضارية للأمة في الحرية والعزة والكرامة، ولتحاول أن تكون الأعلى في الموقف استجابة لقول الله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَوْن إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس".. ولذلك فإنها لن تسقط أمام قوة العدو مهما كانت حركته، بل تتقدّم في عملية التفاف عليه من جهة، ومواجهة شرسة لجنوده من جهة أخرى، لأنها لا تعرف الفرار من المعركة مهما كانت النتائج، ومهما غلت التضحيات.

لقد جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية الى لبنان لتصدر التعليمات الإسرائيلية ـ الأمريكية لمن يعنيهم الأمر، في استمرار حرب التدمير تحت شعار "الحرب على حزب الله"، مما يفرض على الآخرين أن يكونوا على الحياد بينه وبين إسرائيل، وربما طلبت أن يشاركوها في الحرب من ناحية القرار أو الموقف السياسي.. وأعلنت الرفض الأمريكي لوقف إطلاق النار ما دام لا يرتكز على قاعدة تلبية الشروط الأمريكية ـ الإسرائيلية الهادفة الى إدخال لبنان في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يخضع للولايات المتحدة الأمريكية في سيطرتها على المنطقة، بما يؤدي الى إسقاط كل قوى الرفض والممانعة والمقاومة..

وانطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية بعد ذلك الى إسرائيل لتمنحها مهلة جديدة لتدمير لبنان، وتحدثت بأسلوب النفاق الأمريكي عن ضرورة تجنّب قصف المدنيين، في الوقت الذي تعلم فيه أن آلة العدو العسكرية الأمريكية تقصف المدنيين، وتدمّر بيوتهم على رؤوسهم، وتقتل أطفالهم ونساءهم وشيوخهم، وكأنها إشارة في السرّ الى العدو بمتابعة أسلوبه الوحشي في الحرب، تماماً كما هو الأسلوب الذي يمارسه جيش الاحتلال الأمريكي في العراق..

وكان مؤتمر روما الذي فرضت عليه أمريكا منذ البداية أن لا يقرر وقف إطلاق النار، وأن يتحدث عنه بطريقة ضبابية غامضة تؤكد منح إسرائيل الفرصة مدة طويلة لاستكمال حربها على لبنان بإدّعاء انتصارها على المقاومة، لا سيما عندما جاءت الأنباء للمؤتمرين عن هزائم الجيش الصهيوني في المعركة، الأمر الذي جعل وزيرة الخارجية الأمريكية في وضع نفسي متوتر جداً، بحسب المعلومات المتوافرة، لأن هزيمة العدو هي هزيمة للخطة الأمريكية..

وقد خضع المؤتمرون من الاتحاد الأوروبي والروسي والنظام العربي للضغط الأمريكي، وتحدث الجميع عن قرار غامض بإرسال قوات دولية تحت رعاية مجلس الأمن، لأن الخطة الأمريكية تستند الى عنصر إطالة الوقت علّ إسرائيل تنجح في تحقيق بعض أهدافها..

وظهر من خلال هذا المؤتمر الذي سيطرت عليه أمريكا، أن الإدارة الأمريكية لا تحترم الإرادة العربية في كل أنظمتها التي تحركت من أجل وقف إطلاق النار، وهو ما ظهر بعد اجتماع بعض المسؤولين العرب مع الرئيس بوش، الذي أوكل الأمر الى وزيرة خارجيته والتي ـ بدورها ـ أكدت عليهم رفضها الحاسم لمطالبتهم بالوصول الى وقف إطلاق النار، وأن لا مانع لديها من إخفاء حقيقة الموقف الأمريكي في تصريحاتهم وذلك مراعاة لمشاعر شعوبهم، لأن هذا الموقف يلبي على المستوى الاستراتيجي مصالح أنظمتهم..

أما لبنان الدولة فإنه لا يملك من أمره شيئاً أمام إرادة واشنطن، والتي تمنحه العواطف والكلمات المؤيّدة والوعود المعسولة، لأن قضيتها هي مصلحة إسرائيل لا مصلحة لبنان الذي تعتبر أن دوره السياسي هو تحقيق مصلحة العدو، وهذا ما تمثل في القرار 1559 الذي هو قرار إسرائيلي بامتياز، حسب اعتراف وزير خارجية إسرائيل السابق، والذي ضغطت أمريكا على مجلس الأمن لإقراره لا من أجل مصلحة لبنان بل من أجل حماية إسرائيل..

ومن الملفت أنه في الوقت الذي لا يزال فيه العدو يقصف الجيش اللبناني في ثكناته، لم نسمع أيّ احتجاج من الأمم المتحدة ولا من الاتحاد الأوروبي ـ وحتى من فرنسا ـ يستنكر هذا العدوان على الجيش الذي أثبت أنه يملك الشجاعة والبطولة والوطنية، ولكنه لا يملك قراراً سياسياً للمواجهة.. والسؤال: كيف يُراد للجيش اللبناني أن ينتشر على الحدود ليحمي الشعب كله من العدو؟!

إننا نريد للحكومة اللبنانية أن تتخذ قرارها على أساس الوحدة الوطنية، وذلك من خلال تشاور ومشاركة كل الفعاليات على قاعدة دراسة الخطة المستقبلة التي تصنع الدولة القوية القادرة في كل الوطن، في عملية تعاون وتكامل بين فئات الوطن كله، وحذار من أية خطة تمهّد لأية فتنة مذهبية أو طائفية أو سياسية تلبي أهداف الخطة الأمريكية التي يديرها الوسواس الخنّاس السفير الأمريكي في لبنان..

إن الشعب اللبناني لا يزال يواجه الوحشية الصهيونية في ملاحقة المدنيين، وتهجيرهم في وطنهم على طريقته في عام 48، في قيامه بالمجازر الوحشية كمجزرة دير ياسين لتهجير الفلسطينيين من أرضهم بإشراف الحكومة البريطانية آنذاك.. ونحن نؤكد على اللبنانيين، وعلى العرب والمسلمين، مساعدة النازحين بكل الوسائل، والتحرك في خطين: الأول هو الوقوف مع النازحين والمهجّرين من أجل مساعدتهم على حماية كرامتهم، ومن أجل الصمود.. والثاني هو الوقوف مع المجاهدين لدعم مواقعهم ومواقفهم وانتصاراتهم في المعركة، لأنهم هم الذين يمنحون الأمة كلها عزتها وكرامتها في التحدي الكبير للعدو..

أيها الأحبة: لقد قررت الإدارة الأمريكية إبادة الشعب الفلسطيني واللبناني بالأسلحة المتطوّرة التي لا زالت ترسلها الى إسرائيل، وعلى شعوبنا العربية والإسلامية وشعوب العالم الحرّ أن تدرس ما معنى أمريكا وإسرائيل في هذه الحرب، لأنهما الدولتان الحاقدتان على العالم العربي والإسلامي وكل قوى الحرية في العالم.. إنهما تحقدان على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وبيوتنا وكل مواقع الحضارة عندنا، فلنقف وقفة الوعي الذي يرتبط بالموقف لا بالكلمات..

وعلى الأنظمة العربية والإسلامية أن تحترم شعوبها، وتحرك كل مواقع القوة لديها وترسم سياستها لمصلحة شعوبها.. إنها حرب أمريكا وإسرائيل ضد الأمة كلها، وعلى الأمة كلها أن تخرج الى هذه الحرب صفاً واحداً كالبنيان المرصوص لتنتصر فيها.

سوف تفشل حرب الإبادة الأمريكية الإسرائيلية


ألقى سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، حيث تطرق الى الحرب الأمريكية ـ الإسرائيلية التي تُشنّ على لبنان، فاعتبر سماحته أن الرئيس الأمريكي وإدارته يستمتعون برؤية أشلاء الأجساد المقطّعة بالقذائف الأمريكية، ولا سيما أجساد الأطفال الذين يخشى "بوش" أن يتحوّلوا الى مجاهدين في المستقبل، ودعا الأنظمة العربية ـ إذا كانت لا تزال تحترم عنوان العروبة والإسلام ـ إلى القيام بالضغط الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي على الإدارة الأمريكية لإيقاف حمام الدم في لبنان، مؤكداً على الحكومة اللبنانية أن لا تكون فريقاً محايداً في المعركة التي تحوّلت الى الحرب ضد لبنان كله، ومما جاء في خطبته السياسية:


إنها الحرب، حرب أمريكا الإسرائيلية ضد كل حركة الحرية الرافضة للسياسة الأمريكية من قِبَل الذين يدافعون عن إرادة شعوبهم، في السيادة على قراراتهم السياسية، وثرواتهم الاقتصادية، ومواقعهم الأمنية، واستراتيجيتهم الواسعة في صنع المستقبل الجديد.. إنها حرب فيتنام الجديدة في فلسطين ولبنان، التي تواجه فيها أمريكا الإسرائيلية شعباً عربياً إسلامياً يملك إرادة الحرية، وصلابة الموقف، وحركية القوة، وعنفوان الروح التي تتحرك في مسار نيل إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة..

إنها الحرب التي بدأت تحصد جنود النخبة في "بنت جبيل" و"مارون الراس"، وتدمّر دباباتهم، وتلاحق رجال استخباراتهم، وتحاصرهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وتفرض عليهم الهزيمة في أكثر من موقف وموقع.. إنها المقاومة التي تؤمن بربها الذي يريد العزة للمؤمنين كما أرادها له سبحانه ولرسوله، وتثق بأمتها وبقضاياها المقدّسة، وتعرف كيف تخطط وتنفّذ وتتحرك نحو النصر..


وإذا كان ما يُسمّى بالمجتمع الدولي ـ ومعه بعض النظام العربي ـ الخاضع لأمريكا يقف في مواجهة هذه المقاومة، فإن الشعوب تقف معها في صوت واحد لا يحمل إلا صوت المعركة، لأن الأمة وجدت فيها استعادة عنفوانها ومحو تاريخ الهزيمة التي فرضتها عليها بعض الأنظمة الخاضعة للاستراتيجية الأمريكية، هذه الاستراتيجية التي فرضت الضعف السياسي والأمني على العالم العربي لحسابها وحساب إسرائيل، بعدما منحت العدو كل وسائل القوة الهائلة ليكون الأقوى في المنطقة، ولتهدد كل أنظمتها، ولتفرض عليها إرادتها في السياسة والأمن والاقتصاد..


إن المقاومة تقف في الساحة لتؤكد القيم الحضارية للأمة في الحرية والعزة والكرامة، ولتحاول أن تكون الأعلى في الموقف استجابة لقول الله تعالى: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَوْن إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس".. ولذلك فإنها لن تسقط أمام قوة العدو مهما كانت حركته، بل تتقدّم في عملية التفاف عليه من جهة، ومواجهة شرسة لجنوده من جهة أخرى، لأنها لا تعرف الفرار من المعركة مهما كانت النتائج، ومهما غلت التضحيات.

لقد جاءت وزيرة الخارجية الأمريكية الى لبنان لتصدر التعليمات الإسرائيلية ـ الأمريكية لمن يعنيهم الأمر، في استمرار حرب التدمير تحت شعار "الحرب على حزب الله"، مما يفرض على الآخرين أن يكونوا على الحياد بينه وبين إسرائيل، وربما طلبت أن يشاركوها في الحرب من ناحية القرار أو الموقف السياسي.. وأعلنت الرفض الأمريكي لوقف إطلاق النار ما دام لا يرتكز على قاعدة تلبية الشروط الأمريكية ـ الإسرائيلية الهادفة الى إدخال لبنان في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يخضع للولايات المتحدة الأمريكية في سيطرتها على المنطقة، بما يؤدي الى إسقاط كل قوى الرفض والممانعة والمقاومة..

وانطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية بعد ذلك الى إسرائيل لتمنحها مهلة جديدة لتدمير لبنان، وتحدثت بأسلوب النفاق الأمريكي عن ضرورة تجنّب قصف المدنيين، في الوقت الذي تعلم فيه أن آلة العدو العسكرية الأمريكية تقصف المدنيين، وتدمّر بيوتهم على رؤوسهم، وتقتل أطفالهم ونساءهم وشيوخهم، وكأنها إشارة في السرّ الى العدو بمتابعة أسلوبه الوحشي في الحرب، تماماً كما هو الأسلوب الذي يمارسه جيش الاحتلال الأمريكي في العراق..

وكان مؤتمر روما الذي فرضت عليه أمريكا منذ البداية أن لا يقرر وقف إطلاق النار، وأن يتحدث عنه بطريقة ضبابية غامضة تؤكد منح إسرائيل الفرصة مدة طويلة لاستكمال حربها على لبنان بإدّعاء انتصارها على المقاومة، لا سيما عندما جاءت الأنباء للمؤتمرين عن هزائم الجيش الصهيوني في المعركة، الأمر الذي جعل وزيرة الخارجية الأمريكية في وضع نفسي متوتر جداً، بحسب المعلومات المتوافرة، لأن هزيمة العدو هي هزيمة للخطة الأمريكية..

وقد خضع المؤتمرون من الاتحاد الأوروبي والروسي والنظام العربي للضغط الأمريكي، وتحدث الجميع عن قرار غامض بإرسال قوات دولية تحت رعاية مجلس الأمن، لأن الخطة الأمريكية تستند الى عنصر إطالة الوقت علّ إسرائيل تنجح في تحقيق بعض أهدافها..

وظهر من خلال هذا المؤتمر الذي سيطرت عليه أمريكا، أن الإدارة الأمريكية لا تحترم الإرادة العربية في كل أنظمتها التي تحركت من أجل وقف إطلاق النار، وهو ما ظهر بعد اجتماع بعض المسؤولين العرب مع الرئيس بوش، الذي أوكل الأمر الى وزيرة خارجيته والتي ـ بدورها ـ أكدت عليهم رفضها الحاسم لمطالبتهم بالوصول الى وقف إطلاق النار، وأن لا مانع لديها من إخفاء حقيقة الموقف الأمريكي في تصريحاتهم وذلك مراعاة لمشاعر شعوبهم، لأن هذا الموقف يلبي على المستوى الاستراتيجي مصالح أنظمتهم..

أما لبنان الدولة فإنه لا يملك من أمره شيئاً أمام إرادة واشنطن، والتي تمنحه العواطف والكلمات المؤيّدة والوعود المعسولة، لأن قضيتها هي مصلحة إسرائيل لا مصلحة لبنان الذي تعتبر أن دوره السياسي هو تحقيق مصلحة العدو، وهذا ما تمثل في القرار 1559 الذي هو قرار إسرائيلي بامتياز، حسب اعتراف وزير خارجية إسرائيل السابق، والذي ضغطت أمريكا على مجلس الأمن لإقراره لا من أجل مصلحة لبنان بل من أجل حماية إسرائيل..

ومن الملفت أنه في الوقت الذي لا يزال فيه العدو يقصف الجيش اللبناني في ثكناته، لم نسمع أيّ احتجاج من الأمم المتحدة ولا من الاتحاد الأوروبي ـ وحتى من فرنسا ـ يستنكر هذا العدوان على الجيش الذي أثبت أنه يملك الشجاعة والبطولة والوطنية، ولكنه لا يملك قراراً سياسياً للمواجهة.. والسؤال: كيف يُراد للجيش اللبناني أن ينتشر على الحدود ليحمي الشعب كله من العدو؟!

إننا نريد للحكومة اللبنانية أن تتخذ قرارها على أساس الوحدة الوطنية، وذلك من خلال تشاور ومشاركة كل الفعاليات على قاعدة دراسة الخطة المستقبلة التي تصنع الدولة القوية القادرة في كل الوطن، في عملية تعاون وتكامل بين فئات الوطن كله، وحذار من أية خطة تمهّد لأية فتنة مذهبية أو طائفية أو سياسية تلبي أهداف الخطة الأمريكية التي يديرها الوسواس الخنّاس السفير الأمريكي في لبنان..

إن الشعب اللبناني لا يزال يواجه الوحشية الصهيونية في ملاحقة المدنيين، وتهجيرهم في وطنهم على طريقته في عام 48، في قيامه بالمجازر الوحشية كمجزرة دير ياسين لتهجير الفلسطينيين من أرضهم بإشراف الحكومة البريطانية آنذاك.. ونحن نؤكد على اللبنانيين، وعلى العرب والمسلمين، مساعدة النازحين بكل الوسائل، والتحرك في خطين: الأول هو الوقوف مع النازحين والمهجّرين من أجل مساعدتهم على حماية كرامتهم، ومن أجل الصمود.. والثاني هو الوقوف مع المجاهدين لدعم مواقعهم ومواقفهم وانتصاراتهم في المعركة، لأنهم هم الذين يمنحون الأمة كلها عزتها وكرامتها في التحدي الكبير للعدو..

أيها الأحبة: لقد قررت الإدارة الأمريكية إبادة الشعب الفلسطيني واللبناني بالأسلحة المتطوّرة التي لا زالت ترسلها الى إسرائيل، وعلى شعوبنا العربية والإسلامية وشعوب العالم الحرّ أن تدرس ما معنى أمريكا وإسرائيل في هذه الحرب، لأنهما الدولتان الحاقدتان على العالم العربي والإسلامي وكل قوى الحرية في العالم.. إنهما تحقدان على أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وبيوتنا وكل مواقع الحضارة عندنا، فلنقف وقفة الوعي الذي يرتبط بالموقف لا بالكلمات..

وعلى الأنظمة العربية والإسلامية أن تحترم شعوبها، وتحرك كل مواقع القوة لديها وترسم سياستها لمصلحة شعوبها.. إنها حرب أمريكا وإسرائيل ضد الأمة كلها، وعلى الأمة كلها أن تخرج الى هذه الحرب صفاً واحداً كالبنيان المرصوص لتنتصر فيها.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير